يافع الحدث /عدن ..نور علي صمد
في ظل الاوضاع الحالية والمستجدات الراهنة التي تمر بها بلادنا و التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالمجتمع وتزامنا مع احتفالنا بالذكرى الحادية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالده .
عقدت منظمات المجتمع المدني في عموم الجنوب لقاءا تشاوريا في العاصمة عدن هدف إلى توحيد الجهود وتعزيز الحوار حول التحديات التي تواجه نساء الجنوب، وخاصة فيما يتعلق بالتهميش و الإقصاء واستغلال بعض المنظمات المحلية المعنية بالمرأة اليمنية والإقليمية والدولية، بعض التوجهات السياسية في اليمن الرامية إلى استهداف الجنوب أرضا وهوية وإنساناً.
وأكد المجتمعون خلال الاجتماع على ضرورة استعادة الدور الفاعل للمرأة الجنوبية في صنع القرار، والمطالبة بحقوقها المشروعة التي تناضل من أجلها في مختلف المجالات .مؤكدين أن استمرار سياسات التهميش و الإقصاء يحرم المجتمع من نصف طاقته، و يعرقل كل الجهود الإقليمية والدولية و الأممية الرامية الى وقف الحرب ووضع معالجة حقيقية لكل القضايا وأبرزها قضية شعب الجنوب، الذي يسعى لاستعادة دولته المستقلة بعد ثلاثة عقود من التدمير والتهميش الذي طال كل شيء.
وقد خرج اللقاء التشاوري لمنظمات المجتمع المدني بالآتي :
1/ يؤكد اللقاء أن نساء الجنوب سعت ولازالت تسعى منذ ست سنوات لإقامة شراكة حقيقية مع نساء اليمن، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، مما دفعهن للانسحاب من آخر قمة نسوية في عدن لغياب الشراكة المنصوص عليها في اتفاقيات ومشاورات الرياض.
2. بيانات القمم النسوية الست السابقة قدمت توصيفاً غير مقبول للحرب، مدعية أنها صراع محلي على السلطة، في حين أن التوصيف الدولي يؤكد أن الصراع إقليمي.
3. الحرب التي شنها الحوثيون وتحالفاتهم استهدفت الجنوب أرضاً وشعباً، وكانت تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم، وليست مجرد صراع على السلطة.
4. رفضنا للتوصيفات الجديدة للحرب لا يعني معارضة الأنشطة النسوية، بل نطالب بشراكة حقيقية في رسم أجندات القمم والمؤتمرات.
5. نرفض السياسات التي تعرقل شراكة المنظمات الجنوبية مع الدولية، حيث يتم تجاهل الدور الجنوبي لصالح منظمات يمنية أخرى
6. سنعمل على خلق تكتلا مدنيا جنوبيا لانتزاع حقوق المرأة بعيداً عن الإقصاء والتهميش.
7. قضية الجنوب معترف بها إقليمياً ودولياً، وأي نشاط ينتقص منها سيؤدي إلى خلق أزمات جديدة.
8. نقدر جهود مكتب المبعوث الأممي لتحقيق العدالة والسلام. وفي الوقت نفسه نؤكد أن القضايا الوطنية لا تقبل المساومة.
9. نأمل أن تقوم المنظمات الدولية بعملها الواضح في اجندتها دون أي تدخل في رسم أي سياسيات أو توطين قد يزيد الطين بلة.
10. نؤكد على حق نساء الجنوب في اتخاذ أي إجراءات من شأنها حماية المكتسبات الوطنية أولاً وأخيراً وبما لا يتعارض والقانون.
هذا وكانت المناضلة الجسورة البارزه شفيقة مرشد، إحدى قيادات ثورة 14 أكتوبر المجيدة قد ألقت كلمة في اللقاء التشاوري تناولت فيها تاريخ النضال النسوي في الجنوب ودور المرأة الجنوبية في الكفاح من أجل الحرية والعدالة.
مشيرة إلى أن الإقصاء والتهميش الذي تتعرض له المرأة الجنوبية في القمم النسوية اليمنية هو استمرار لمحاولات طمس الهوية الجنوبية وقمع حقوق النساء في الجنوب.
مؤكدة أن نساء الجنوب لهن دور تاريخي في الدفاع عن القضايا الوطنية، ويجب أن يكنَّ جزءاً أساسياً من أي منبر أو فعالية تتناول قضايا المرأة اليمنية
وشددت على أن تجاهل المرأة الجنوبية في القمم النسوية لا يعكس فقط التمييز الجغرافي، بل يمثل أيضاً تجاهلاً لتضحيات النساء الجنوبيات اللواتي كنَّ في مقدمة النضال لأجل الحرية والاستقلال.
ندى عوبلي، رئيس اتحاد نساء الجنوب هي الأخرى أشارت في كلمتها إلى ضرورة تمثيل نساء الجنوب بشكل عادل في القمم النسوية كون النساء الجنوبيات كنَّ دائماً في طليعة المدافعين عن حقوقهن وحقوق مجتمعهن، ولا يمكن تجاهل دورهن أو إسكات صوتهن في أي منتدى أو قمة تتناول قضايا المرأة.
مضيفة أن إقصاء المرأة الجنوبية من هذه القمم يُعد انتهاكاً لحقوقها في المشاركة والتعبير، خاصة وأن الجنوب يمر بمرحلة هامه يتطلب فيه أن تلعب المرأة دورا محوريا في إعادة بناء المجتمع والمساهمة في اتخاذ القرارات. مؤكدة في ختام كلمتها بأن اتحاد نساء الجنوب سيواصل جهوده لتعزيز مكانة المرأة الجنوبية في جميع المحافل، سواءً كانت محلية أو دولية.
وفي اللقاء قدمت الأستاذة انتصار عمر ورقة عمل شاملة تناولت فيها بالتفصيل القمم النسوية الست التي عقدت في العاصمة عدن تحديداً على مدى السنوات الماضية، وكيف تم تهميش و إقصاء نساء الجنوب عن المشاركة فيها، واستعرضت الأخطاء التي وقعت فيها تلك القمم، مشيرة إلى أن تجاهل نساء الجنوب لم يكن صدفة، بل نتيجة لسياسات ممنهجة تهدف إلى إقصاء الجنوبيات من المشهد النسوي المحلي والخارجي.
وقد.كرس هذا اللقاء لمناقشة تهميش المرأة الجنوبية من المشاركة الفعالة في هذه القمم التي ركزت على دعوة نساء من المحافظات الشمالية و من الخارج أيضا بينما تم تجاهل المرأة الجنوبية التي تعد الأقرب جغرافياً لمواقع انعقاد هذه الفعاليات و أن الحاضرات من نساء الجنوب في تلك القمم كانت أعدادهن قليلة جداً، وغالبيتهن كن يروجن لأجندات مختلفة عن أهداف وتطلعات شعب الجنوب.
هذا وقد أكدت المشاركات في اللقاء على أهمية تمكين نساء الجنوب من المشاركة الفاعلة في أي فعاليات أو قمم تتعلق بالمرأة، خاصة أنهن يمثلن شريحة كبيرة من المجتمع و لديهن قضايا جوهرية بحاجة إلى مناقشتها وتسليط الضوء عليها.كما شددت المشاركات أيضا على ضرورة أن تكون هذه المشاركة حقيقية و مبنية على المساواة بين جميع النساء اليمنيات دون تمييز أو على أساس الانتماء الجغرافي أو الأهداف السياسية.