نبذة مختصرة عن وادي يهر الشهير بمديرية/ يهر يافع

يافع الحدث ' 05 نوفمبر 2020م

▪محمد عبدالحافظ


يقع وادي يهر بين سلسلة جبلية شاهقة ، ويمتد من  أقصاء سفوح جبل نقيل الخلاء مروراً بعدد من المناطق حتى أقصاء سيلة وطن ويتخلل وادي يهر عدد من الوديان أهمها : ضيك - حرضة - يسقم - الحفر وقود لعصار - مورة وشعاب آخرى .. منتشرة  على طول واجزاء الوادي ومنها بهروت - حلحلة - بذيد - رمة - حبيل إشحاط وغيرها .. كما تحيط الوادي سلسلة من الجبال المرتفعة وتنتشر المدرجات الزراعية على قمم ومنحدرات وسفوح تلك الجبال .. ويتصف وادي يهر بمناخ معتدل صيفاً وبارد معتدل شتاءً ، وتهطل الأمطار في فصل الصيف .

وتوجد على ضفاف الوادي مختلف انواع المنتجات الزراعية خصوصاً شجرة البن اليافعي الوفير ومعظم الأراضي الزراعية تقع على جانبي الوادي الممتد من اعلي يهر وحتى منطقة وطن ويكثر فيها زراعة أشجار البن النابعة من أصالة ومعاصرة الإنسان اليهري المكافح الذي سكن وسط ظروف بيئية صعبة ذات خصوصية قاسية ومعظم زراعة محصول البن في مناطق اعلي يهر والوسطي ولكمة الحربي وأسطلة ومورة وغيرها من المناطق التي يعيش الإنسان بين ثنايا الشعاب وقمم الجبال الشاهقة وخصوبة التربة الزراعية ووجود الماء .. فحيث يوجد الماء .. توجد الحياة .. هذا الشريان الحي المتدفق بالعطاء .. الشريان الذي يغذي مناطق وقرى الوادي  .. 

وتمتد اشجار البن في يهر على امتداد واديها الشهير وبيوتها الزاهية الجميلة والباهرة للإنظار والتي تعتبر آية في الإبداع المعماري المصمم على شكل هندسي فني رائع ، والمبنية من الأحجار الصخرية الحافلة ببصمات اثرية تاريخية عريقة وجدت بتاريخ وحضارة عريقة كانت في الزمن القديم مع تشييد بنايات من الطراز الحديث هذه البيوت المتكئة على جذوع اشجار البن لترسم لوحة بديعة غاية في الروعة والجمال ..

ففي السنين القديمة الماضية وحتى الثمانينات من القرن الماضي كان وادي يهر وغيره من وديان المديرية يزدهر بزراعة شجرة البن وبجودت منتوجها الوفير ، ومنذ التسعينات من نفس القرن ، بدأت اشجار البن تتعرض للإهمال بسبب الجفاف الشديد وتلاشئت تدريجياً لقلة الأمطار وأستنزاف مياه الآبار التي كانت تغذي هذه الاشجار ، وأشتد الجفاف ، ونضوب مياه الآبار وزادت المشكلة الماسأوية .. مشكلة الجفاف الذي اجتاح الوادي وعصف بالآلاف الأشجار وماتت واقفة أمام مرى ومسمع رجال الدولة والحكومات المتعاقبة ، وكان الإنسان يجلب مياه الشرب من اماكن بعيدة ومكلفة ، وهلكت أكبر عدد من الاشجار في الوادي التي كانت تتصف بأرض خصبة ومشهورة بزراعة البن الذي كسب شهرة عالمية لجودته العالية ..  وكانت عواقبها مغادرة  عدد كبير من الأسر إلى المدن للحصول على المياه بسبب الأهمال وعدم النظر من قبل الجهات المعنية في وضع الحلول والمعالجات اللأزمة ..

اليوم .. نلتمس إعادة النظر في إحياء هذه الزراعة من جديد وهي بادرة إيجابية من أبناء يافع الخيرين والمحبين لأهلهم وناسهم في يافع عموماً جزاهم الله خير الجزاء ، وبارك الله في اموالهم .فقد تفاعل الكثير مع هذه الفكرة وإبدى أستعداد الكثير في إحياء مجد زراعة هذه الشجرة العريقة .. 

وتقبلوا تحياتي ،،،

*محمد عبدالحافظ يوسف*

أحدث أقدم