يافع الحدث / بقلم .. مختار القاضي
رجل جمع بين العلم والعمل ،وبين الخير والإصلاح ، وبين الكلام والفعال، وبين الصدق والصراحة، وبين المرح والجد، وبين الأخلاق والخلق الحسن ، وبين كل الأخلاق الحميدة والصفات المجيدة ، التي يمكن أن تتصورها في رجل فاضل ،إنه الشيخ/ أبي عمر عبد الباري الردفاني القائم على دار الحديث السلفية بالحجف ردفان بمحافظة لحج ،إذا جالسته أحببته، وإن تحدث صدقته. رجل لا يتلكم كثيرا ، اللهم أن يقدم النصح والنصيحة.رجل كرس حياته لخدمة الآخرين ،مضحيا بوقته ومتنزها عن تحقيق طموحاته.
لو أراد الاستوزار لكان وزيرا من زمان ، ولو أراد الشهرة لكان من أعظم رجال زمانه،رجل لا يبحث عن الشهرة ، ولا يعمل ليقال عنه فعل كذا. كم مسجد ساهم فيه بفضل مجموعة من المحسنين من خيرة رجال الوطن .وكم من مريض ساعده، وكم من كربة فرجها على مؤمن، بتوفيق من الله وبفضل فريق من رجال الخير جزاهم الله كل خير. تراه متنقل من جبهة إلى جبهة في ربوع الوطن بمعية طلابه من مركز الحجف السلفيه مقاتلاً ومجاهداً في سبيل الله ذالك الروافض المجوس الذين عاثوا في الأرض الفساد، وقد كان الشيخ عبد الباري الردفاني من ابرز القادة الميدانيين للدفاع عن الوطن في حرب عام 2015 في جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي الروافض المجوس، وذاع صيته في محافظة لحج والمحافظات المجاورة واصبح وجهة للمحتاج وطالب العلم ،حيث ورث العلم من اسلافه الصالحين مثل الشيخ العلامة / مقبل بن هادي الوادعي والشيخ العلامة/ يحيى الحجوري، وعندما تبحر في علوم القرآن والحديث والفقه واللغة ، نذر نفسه لنشر هذه المعارف الفاضلة بين الناس ، فهيأ لذلك الأسس والأرضية الملائمة سواء من حيث المنهجية أو أسلوب التدريس الذي اشتهر به طلاب الشيخ/ العلامه مقبل بن هادي الوادعي والشيخ العلامة / يحيى الحجوري أو من حيث اختيار المكان وتوفير الاحتياجات المادية الأساسية التي تعين الدارس على تحصيل العلم.حيث أسس الشيخ أبي عمر مركز دار الحديث السلفية في الحجف ردفان بمحافظة لحج وتدفق إلى ذالك الدار طلاب العلم من مختلف اصقاع الدنيا ، وبفعل ذلك تحولت تلك القرية الصغيرة إلى مركز اشعاع علمي ومعرفي يستقطب المتعطشين لكلام الله ولحديث نبيه الأكرم وما تفرع عنهما من علوم ، فكل من أتاها وافدا نهل من ذلك المعين. وفي الأخير.. أقول إن شهادتي في الشيخ أبي عمر مجروحة، وبديهي أنها لا تزيده شهرة و لا تكسبه سمعة أكثر من سمعته الطيبة المتداولة على كل الألسن.. لكن رأيت أنه من واجبي أن أشيد بهذا الرجل الذي نفتخر به بيننا، ونسأل الله أن يحفظه ويحميه من كل مكروه، ويبارك في جهوده ومساعيه الطيبة، وأن يديمه لنا ذخراً وفخراً وعزاً