يافع الحدث / بن سيبان
في مِثل هذا اليوم 19 نوفمبر من السنة الماضية 2021 فوجئنا برحيل من لُقِب بالمُحارب
*نعم فمن مثلهُ يستحق لقب المُحارب رحمة الله عليه*
*فقد كانت الفاجعة بعد سماعي رنة التلفون وكان المُتصل من منطقة المِجحفة في وقت يكون فيهِ الإتصال للضرورة فقط لكن دقات قلبي أسرعت بعد مُشاهدة ذلك الرقم في جوالي كون أني أعلم أن المُحارب في سرير الإنعاش دون حِراك*
*رحمة الله عليك أخي وصديقي وحبيبي أبوحسام*
*واليوم ونحنُ في ذِكراهِ السنوية الأولى وددتُ أن أتذكرك لكي يترحم عليك ويدعو لك كُل مَن قرأ مَنشوري هذا*
*فذاكرتي مَليئة بالمواقف الحلوة والمُرة التي عشناها في بيتنا الثاني مدرسة الشهيد علي عبدالعليم والذي أعتقد أن من ذَكر هذه المدرسة فواجب عليه أن يذكر أبوحسام وإلا سيكون جاحد وناكر الجميل*
*اعذروني مُحبي الفقيد أبوحسام لاني ذكّرتكم بذلك الفارس (فارس) أبوحسام*
*لكني اليوم وفي ذِكراه ساتقمص بقميص قلم التوثيق التربوي الأستاذة إنتصار لأسرد السيرة الذاتية للحبيب والزميل أبوحسام لكن بواقع آخر ليس مثل ما تسردهُ الأستاذة إنتصار بنشر زملاء الدراسة ورِفاق الوظيفة لكني سوف أسرد القليل من تلك السيرة والكثير من المواقف المُهمة والحَرِجة التي مهما سردناها لن نعطيه حقه*
*الأستاذ/فارس أحمد محسن السلامي*
*من مواليد منطقة المِجحفة*
*تاريخ الميلاد1 يوليو 1969م*
*الحالة الإجتماعية /مُتزوج وأب لحسام وجواد ونسايم*
*بك/لغة عربية جامعة عدن*
*بدأ عملهُ مُعلماً في مُديرية ردفان في التاسع عشر من نوفمبر 1994*
*يا إلهي فوالله وأنا أكتب التاريخ لاحظت أن يوم مُباشرة عملهُ هو نفس تاريخ وفاته*
*رحمة الله عليك فقد فارقت الحياة في نفس اليوم الذي باشرت عملك فيه*
*ولم يستمر طويلاً بعد أن أصيب في حادث مروري مع مجموعة من زملاءهِ التربويين أثناء دوامه* *الرسمي حيث غادر الحياة في هذا الحادث بعض من زملاءهِ ومنهم من منطقته الأستاذ فارس مطيلس والأستاذ فؤاد ياسين*
*نظير ومعلمة على ما أتذكر ابنة مخرب وهذا الحادث بعد أسبوعين فقط من مُباشرة عمله في ردفان وظل أبوحسام آنذاك في غيبوبة أربعون يوماً شفي بعدها وانتقل هو وزملاءه الناجين من الحادث إلى مناطقهم لينتقل إلى مدرسة الشهيد السلامي في مسقط رأسه وعمل بكل تفاني واقتدار معلماً ثم مُشرفاً إجتماعياً ثم وكيلاً في عهد مُدير التربية الأستاذ الفاضل عبدالله اللصيصي*
*وبعد أن بُنيت مدرسة الشهيد علي عبدالعليم تم تكليف الأستاذ أبو حسام مُديراً لها في 29 يوليو 2012م في ظروف إستثنائية لقلة الطاقم التعليمي إلا أن المُحارب أبى إلا أن يُتابع ويرفدها بالمُعلمين من المنطقة وتم التعاون من إدارة التربية بنقل البعض لتكون المدرسة التي أكثر من 95% من طاقمها من مُعلمي نفس المنطقة وهذا ما جعل الطاقم التعليمي والإداري يُمثل أسرة واحدة ربانها المرحوم أبو حسام*
*فكانت هذه المدرسة من المدارس المُتميزة في عاميها الأولين بشهادة الزيارات التربوية*
*وبعد دخول الحوثة مُحافظة لحج اجتمع المُحارب بالطاقم التعليمي وتم الإقتراح بأن يُنقل كل ماهو ثمين ومُفيد ووثائق المدرسة إلى البيت لتكون عُهده عنده وعند الوكيل كاتب هذه السيرة رفيق دربه فتحي سيبان وفعلاً تم الحِفاظ على الأهم وكأننا على عِلم بأن المدرسة سوف تُقصف أو يحصل لها ماحصل*
*وتم قصف المدرسة بصاروخين من طيران التحالف بحجة وجود جنود حوثة فيها*
*وبهذا التدمير كادت تنتهي مدرسة علي عبدالعليم ويُطمس تاريخها القصير لولا توفيق الله وعزم وحِنكة المُحارب والطاقم التعليمي والإداري والذين وقفوا وقفة الأسرة الواحدة ضد مُقترح التربية آنذاك بتوزيع الطاقم للمدارس القريبة وينتقل الطلاب أيضاً كلٍ حسب قناعته لاي مدرسة قريبة*
*فكان المُقترح بأن نفتح المدرسة في منازل بعض الشباب المُتجاورة والقريبة مع بعضها البعض ويتم ذلك بموافقة شباب القرية وبدأت الجهود بالإستعانة ببعض الأثاث والكُتب من المدارس المُجاورة*
*لتستمر الدراسة عاماً وقليل في المنازل بعد أن تم مدنا بالخِيام لتستمر المُعاناة أربع سنوات دراسية في ظِل مُتابعة للمُنظمات والسلطة المحلية*
*فترة عصيبة لكنها كانت أفضل فترات خدمتنا لأنها مَثلت خلق روح التعاون لينتهي الأمر ببناء مدرستين أولها شعبي وثانيها مبنى مُتكامل مع أثاثه ليسعَد الجميع وأولهم المُحارب أبوحسام*
*فلم ينعم بالإستقرار في المدرسة سوى عامين كان من خلالها ذلك المُحارب والأب الحنون لتلاميذه والأخ والزميل لطاقمه التعليمي*
*آخر يوم في حياة المُحارب أبوحسام كان أيضاً في دوامهِ ليرجع إلى بيته ظهراً ليكون آخر من خرج من مبنى المدرسة لتبدأ النهاية بجلطة دماغية ونزيف داخلي عصر يوم الأربعاء 17 نوفمبر ليُنقل إلى المشفى الألماني في غيبوبة تامة حتى فارقَ الحياة في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر 2021م*
فكان رحيلهُ الفاجعة الكبرى لكل من في المدرسة والمِجحفة
رحلت يارفيق الدرب دون سابق إنذار بعد أن كنت الأب والأخ لكل من حولك
*لتبقى سفينة مدرسة الشهيد علي عبدالعليم دون رُبان في ذلك الوقت حتى إشعار آخر*
رفيق درب المُحارب: الأستاذ فتحي سيبان
وكيل مدرسة علي عبدالعليم سابقاً

