المنظمات الانسانية في مديريات يافع بين امان الحاضر وخوف المستقبل



يافع الحدث / فهيم الكلدي

< رصد ' يافع  >

مما لاشك فيه ان مجريات الحرب وارهاصاتها،والازمة المستمرة،التي افرزتها المراحل القريبة الفاىتة،من تراجع في مستوى دخل الفرد وما القت به بضلالها على الحالة المعيشية والتغذوية، على ابناء المحافظات الجنوبية عامة ومديرياتنا خاصة،قد ادى الى تسابق المنظمات من مختلف مشاربها،للعمل في الحقل الانساني،وتناول الانسان صحيا وتغذويا وبذل اقصى ما امكن تقديمه للدفاع عن الانسان البشري من الجوع والعراء والمرض..


دخول المنظمات والتهيىة لعملها،كان ذلك ضمن سلسلة من الاجراءات، منها استيعاب الكثير من الايدي العاطلة،ورفدهم بفرص عمل، علاوة على استهداف الاشخاص بالعمل والعمالة والحوافز....


هل اوجدت تلك المنظمات،ايدلوجيات جديدة،دخيلة؟؟؟
من الملاحظ ان تلك المنظمات جعلت من الالتحاق بها، والاستفادة منها، حافزا ووظيفة، افرز ايدلوجيات ومفارقات البحث عنها،والتشبث بما تاتي به، عبر فترات ليست بالقليلة،وما يستحضرنا هنا،ترسيخ ايدلوجات ان فلان قد حصل وفلان لم يحصل،وخاصة ان الاغلبية الساحقة ،اصبح من دوران رحى الحروب،في حاجة ملحة لاستهدافهم....


جيل بعد جيل يعاصر تلك المنظمات، يترعرع برعايتها،كيف سينظر الى حكوماته التي اكتفت في غالب الاحيان لاخذ مايسد رمق استمرارها،من تلك المنظمات،ولم تعد تفتش في داخلها انها اقيمت، لتقوم بما تقوم به تلك المنظمات،من تقديم الخدمات للمواطن،وخاصة عندما تكون حكومة يربض بلدها على ثلث من ثروة العالم االنفطية،لا اظن ان التاريخ سيعفي او يتجاهل تلك الرموز،ويلتمس لها العذر،او ان التاريخ سيدق بيد من حديد،ويدك اسوار حصون اولىك النفر الذين ارتضوا ببلاد رمالها الذهب،بفتات لا يغني ولا يسمن من جوع...

اما المستقبل الغامض الذي ينتظر الاجيال،المتعاقبة التي كان الاساس لها،جيل عمد الى الانتظار والمراوغة داخل دهاليز ايدلوجيات تلك المنظمات،التي ابتكرت من الاساليب والاجراءات، ما ياهلها للاستمرار في اذهان ووفكر الاجيال،كلعنة ابدية،يكون اتخاذ التدابير والحيل لتداركها ان كان هناك،ضربا من ضروب المحال...
أحدث أقدم