يافع الحدث / م معمر صالح الضالعي
لعل زيارة معالي وزير الكهرباء والطاقة مانع بن يمين النهدي لكوريا الجنوبية في سبتمبر الماضي, ومشاركته في (المؤتمر العالمي للكهرباء والطاقة المتجددة) يعطي لنا لمحة الى الافق الواسع امام اليمن وامكانية الاستفادة من الطاقة المتجددة التي اصبحت هي امل العالم بعد ان وصلت مشاكل التلوث و ازدياد غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الى مستوى عالي و الارتفاع في درجات الحرارة على مستوى العالم .و هذا يؤكد لنا المستوى العالي لإدراك واهتمام وزارة الكهرباء للطاقة المتجددة والاستفادة من تجارب المختلفة في العالم في هذا المجال.
و بالطبع فالوضع الاقتصادي الذي تمر به الدولة وازمات الوقود التي تتعرض لها مؤسسة الكهرباء تؤكد الرؤية و التوجه الصحيح لمعالي الوزير مانع بن يمين النهدي نحوا الطاقة النظيفة في اليمن… و الاستفادة من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح و الغاز الطبيعي الذي تزخر به الدولة و الذي سيوفر طاقة مستدامة و نظيفة و ملايين الدولارات التي تذهب للوقود.
وفي العودة الى كوريا الجنوبية وزيارة معالي الوزير لها نجد أنه وفي السنوات الأخيرة، حددت كوريا الجنوبية اتجاهًا جديدًا لقطاعها في الطاقة مع وضع أهداف كبيرة لإزالة الكربون، تهدف إلى زيادة حصة الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة من 6٪ في عام 2019 إلى 35٪ بحلول عام 2030
العالم يتوجه بشكل عام و بخطوات سريعة نحو الطاقة المتجددة و بأخذ مثال آخر ، سنجد انه وفقاً لاستراتيجية المملكة العربية السعودية الجديدة للطاقة المتجددة، يمثل أحد الأهداف على المدى القريب في إنتاج أقصى قدر من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البلاد من خلال توليد 9.5 جيجا واط من الطاقة المتجددة وفق رؤية المملكة لعام 2030.
الى مدى امكانية اليمن من الاستفادة من الطاقة المتجددة نجد ان لدينا فرص كبيرة في هذا الجانب بمشيئة الله، ويمثل نجاح محطات الطاقة الشمسية أحد الامثلة التي من المتوقع ان تشجع في توسعة هذه الاستفادة لتوفير الطاقة الكهربائية والتي تعتبر الاساس للبنية الصناعية و الخدماتية لاي دولة كما هو معروف.
طاقة الرياح، من المتوقع ايضاً ان يكون لها دور كبير في تلبية احتياجات المجتمع والاحتياجات التنموية الشاملة للدولة على المدى القريب والبعيد. بالطبع سرعات الرياح في المناطق المختلفة في اليمن سنجدها مناسبة للاستفادة من توربينات الرياح و التي تتراوح غالباً بين 6 كم في الساعة الى ما يقارب 50 كيلومتر في مناطق مثل جزيرة سقطرى و بالطبع السرعات العالية للرياح تتطلب توربينات اصغر لتجنب تأثير الطرد المركزي… و حالياً من المقرر بناء 50 ميجا توربينات رياح في ابين …اضافة الى محطة طاقة رياح بقدرة 100 ميجا بطاقة الرياح في رأس العارة محافظة لحج.
الغاز الطبيعي من مصادر الطاقة المتجددة التي بفضل الله لدى اليمن امكانية كبيرة للاستفادة منها، و على سبيل المثال فهناك محطة مارب الغازية 350 ميجا , محطة بترومسيلة 60 ميجا , وحاليا هناك دراسة ل 60 ميجا في شبوة … و غير ذلك من المشاريع التي في طور الدراسة.
يمكن ان تكون حضرموت وشبوة نقطة فاعلة لمشاريع غاز مستقبلية… تستطيع تمويل المحافظات المجاورة بالطاقة…
بالعودة الى الطاقة الشمسية فهناك ايضاً مشروع لتوسعة محطة الطاقة الشمسية في عدن بـ 260 ميجاواط بدعم من دولة الامارات الشقيقة و التي كانت ايضاً الممول لمحطة الطاقة الشمسية في عدن منذ البداية.
يمكن ايضاً ان نجد امكانية بناء محطات شمسية صغيرة في المناطق البعيدة والارياف سيشكل حل مناسب لتغطية الاحتياج والطلب المتزايد للطاقة الكهربائية.
وزارة الكهرباء ممثلة بمعالي الوزير مانع النهدي، من خلال سعيه الدؤوب في هذا المجال، يخطوا خطوات ذكية ومدروسة لتوفير الاحتياج للطاقة وتوسعة الطاقة التوليدية وخطوط النقل بعيداً عن التحدي المتمثل بأسعار وتكاليف الوقود وبالتالي فالتحول الى الطاقة النظيفة سيكون له أثر كبير في تخفيف الالتزامات المادية على الدولة.
و بالتالي يمكن ان نلخص الاهمية في الاهتمام و التوجه نحو الطاقة النظيفة الى الآتي:
• إيجاد مصادر مستدامة للطاقة وتقليل نسب التلوث في الهواء و ما يترتب عليه من مشاكل بيئية وصحية.
• تقليل الانبعاثات الحرارية وغازات الدفيئة التي اصبحت تمثل تحدي خطير يساهم في ارتفاع درجات حرارة المناخ عالمياً.
• تقليل التكاليف المادية و يمكن ان نجد ان التحدي الاكبر الذي يواجه وزارة الكهرباء كان تكاليف الوقود.
• تقليل تكاليف انتاج الكهرباء و غير ذلك من الايجابيات التي نجدها على درجة من الاهمية في معظم دول العالم.
• توفير مبالغ مالية كبيرة من العملات الصعبة و التي تستهلك في عملية استيراد الوقود و هو ما سينعكس ايضاً على عملية استقرار اسعار صرف العملات … وغير ذلك من الفوائد التي تعود على الوطن و المواطن على المدى القريب و البعيد.
• و غير ذلك من الانعكاسات الإيجابية الأخرى التي تخدم الوطن و المواطن.
للحديث بقية