القاهرة / رئيس ومؤسسة بيكسولوجي للسلام والتنمية -هدفنا تحقيق التنمية المستدامة التي أقرت العام 2015 م من قبل الامم المتحده


  

يافع الحدث / حوار .. نور علي صمد 


  كلنا يدرك وبما لا يدع مجالا للشك أن منظمات المجتمع المدني في كل دول العالم تلعب دورا محوريا ورئيسيا في كل مجالات الحياة المختلفة والمتعلقة بعملية التنمية المستدامة والتي تستهدف بدرجة أساسية الفئات الأكثر فقرا والاسر المتاحه في مجتمعاتها بهدف تخفيف المعانات عنها وتمكينها اقتصاديا بحسب الإمكانيات المتوفرة .

  مؤسسة بيكسولوجي للسلام والتنمية واحده من هذه المنظمات العاملة في الولايات المتحده الأمريكية 


للاطلاع أكثر عنها وعن مهامها

كان لنا هذا الحوار مع مؤسس ورئيس المؤسسة سيد فودة

 ★★ بدءا ذي بدء لو تحدثنا عن مؤسستكم ؟ 

* مؤسسة بيكسولوجي للسلام والتنمية وحقوق الإنسان هي منظمة مجتمع مدني غير ربحية تقع في ولاية كونيتيكت بالولايات المتحده الأمريكية تاسست العام 2009م بهدف الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة ودعم الفئات الأكثر احتياجا في المجتمع مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة التي تم إقرارها من قبل الأمم المتحدة في ال 25 من سبتمبر العام 2015.م


★★ماهي مهام المؤسسة ؟ 

* مهامها ترتكز على محورين رئيسيين :

 -المحور الاول يتعلق بحقوق الإنسان والآليات الدولية حيث :

 - نسعى للدفاع عن حقوق الإنسان من خلال الانخراط في الآليات الدولية والتعاون مع المنظمات المعنية لتقديم الدعم القانوني والتوعوي.

- نهدف إلى ضمان العدالة والمساواة للفئات المستضعفة.

-تعزيز الوعي حول حقوق الإنسان كجزء أساسي من التنمية المجتمعية.


 2/المحور الثاني يتعلق بالتنمية ودعم الفئات المستهدفة حيث نعمل على تمكين الفئات المستهدفة من خلال برامج متنوعة تشمل :

-الجوانب النفسية، والاجتماعية، والتعليمية

- التركيز على بناء القدرات في مجالات التقنية وتكنولوجيا المعلومات.


★★ماهي الفئات المجتمعية المستهدفة ؟

 *الفئات المجتمعية المستهدفة:

1 / المهاجرون واللاجئون 

~نقدم برامج متكاملة تهدف إلى دعم المهاجرين واللاجئين في الولايات المتحدة، من خلال توفير خدمات تشمل الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي، إلى جانب التمكين المهني كما نركز على تسهيل اندماجهم في المجتمع المحلي وتزويدهم بالمهارات الضرورية لبناء حياة كريمة ومستقرة.

 2/النساء:

 ~ نولي اهتمامًا خاصًا لدعم حقوق المرأة، مع التركيز على النساء اللاجئات، والناجيات من الحروب والعنف الأسري، وذوات الإعاقة، وخريجات المؤسسات الإصلاحية كذلك نسعى لدعمهن وتمكينهن نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، لمساعدتهن على إعادة بناء حياتهن بكرامة واحترام.

3/ الأطفال: 

-نعمل على حماية حقوق الأطفال وتعزيز نموهم الصحي والاجتماعي من خلال برامج شاملة تستهدف دعمهم نفسيًا واجتماعيًا وتوعويًا. كما نهدف إلى خلق بيئة آمنة ومساندة للأطفال، سواء في المناطق التي تعاني من النزاعات والفقر أو في الولايات المتحدة.


** ما الاسباب التي دعتكم لتاسيس مؤسستكم هذه ؟


*إن تأسيس مؤسسة بيكسولوجي للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ينبع من تجربة شخصية عميقة الأثر تركت بصمة في مسيرتي المهنية والإنسانية. فقد عايشت عن كثب معاناة أخي الأصغر الذي أصيب بفيروس في النخاع الشوكي، مما أجبره على استخدام الكرسي المتحرك لفترة طويلة. خلال تلك السنوات، شهدت حجم التحديات التي تواجهها العائلات عند التعامل مع الإعاقة، الأمر الذي عزز التزامي بتسخير قدراتي وخبراتي لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

واستناداً إلى خلفيتي المهنية في مجال المؤثرات البصرية وفنون التصميم الرقمي، ولأنني كنت أشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة متخصصة في هذا المجال، فقد وجدت أن الوقت قد حان لنقل تجربتي المهنية إلى مستوى أعمق وأشمل عبر تقديم الدعم التكنولوجي والتعليمي للفئات المهمشة. في عام 2009، كانت البداية في مصر حيث قمت بتدريس مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت النتائج مشجعة، مما دفعني إلى توسيع نطاق المؤسسة لتشمل تخصصات متعددة في التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.

وعلى مدى السنين، ومع الانخراط في المنتديات الدولية والمحافل الأممية في جنيف ونيويورك، تطورت رؤية المؤسسة لتشمل تقديم الدعم الشامل لأكثر من 6,000 امرأة وفتاة من الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الناجيات من العنف واللاجئات، وخريجات المؤسسات الإصلاحية، وذوات الإعاقة.


**ماهي التحديات التي واجهتكم خلال عملكم ؟

*خلال مسيرة مؤسستنا واجهنا مجموعة متنوعة من التحديات والتي تزامنت مع توسع أنشطتنا لتشمل منطقة الشرق الأوسط حيث برزت قضايا جديدة تطلبت منا اتخاذ عدد من الأمور :


-التحدي الأول: بناء الخبرة في التعامل مع الفئات المستهدفة

 الكل في بداية اي عمل لايملك الخبره والمعرفة وانا أحدهم حيث كنت لا أمتلك المعرفة الكاملة حول كيفية تلبية الاحتياجات المتنوعة لذوي الاحتياجات الخاصة واللاجئين وضحايا الحروب وضحايا العنف من النساء ولاسيما فيما يتعلق بتوفير التعليم المتخصص والدعم النفسي والاجتماعي

 لذا كان لابد من الضروري الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في مجال التأهيل وإعادة التأهيل، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريبية مبتكرة تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان وتعزز من استقلالية الأفراد وقدرتهم على الاندماج في المجتمع. وقد تطلب ذلك استثماراً كبيراً في بناء القدرات والتدريب المتخصص، لضمان تحقيق الأثر المطلوب.


-التحدي الثاني: تأمين التمويل المستدام

 واجهنا في المراحل الأولى من تأسيس المؤسسة تحديًا كبيرًا في تأمين التمويل اللازم لتقديم البرامج والخدمات، خاصة وأن العمل في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة يتطلب موارد كبيرة لضمان استمرارية المشاريع وتوسيع نطاقها..

لذا كان علينا التركيز على بناء شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية، والجهات المانحة، والمؤسسات المعنية، والعمل على صياغة مقترحات مشاريع تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.


-التحدي الثالث: التعامل مع الفئات المستهدفة في مناطق متعددة

ففي الولايات المتحدة الأمريكية ركزنا بشكل كبير على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للمهاجرين واللاجئين، بما في ذلك برامج التمكين المهني وتسهيل الاندماج في المجتمع المحلي

وفي منطقة الشرق الأوسط نعمل بقوة عبر برامج مثل SkillBridge، الذي يوفر منحًا تدريبية مجانية علي ايدي خبراء في المجال التقني للنساء من ضحايا العنف الأسري، وضحايا الحروب والنزاعات، وذوات الإعاقة. 

هذا التوسع الجغرافي تطلب منا تطوير برامج مخصصة تتماشى مع الاحتياجات المختلفة للمستفيدين في كل منطقة، وضمان تطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان والتنمية.


-التحدي الرابع: دعم التعافي النفسي وبناء الأمل من خلال البرامج المتخصصة

 فقد كان التحدي الأكبر خلال عملنا في الشرق الأوسط هو التعامل مع الاحتياجات النفسية للنساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف. من خلال برنامج HavenHope، المتخصص في تقديم الدعم النفسي، حيث واجهنا تحديات كبيرة في توفير الرعاية اللازمة التي تُمكن النساء من التعافي واستعادة الأمل. مما اضطررنا للعمل عن كثب مع فرق متخصصة من المعالجين النفسيين، وتقديم برامج مختارة بعناية لمراعاة الحساسيات الثقافية والاجتماعية لكل حالة.


- التحدي الخامس: مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية في بيئات متعددة

ففي مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث تكثر التحديات السياسية والاجتماعية، كان من الصعب تنفيذ البرامج بحرية دون التأثر بالوضع السياسي العام. حيث أن العمل في بيئات تتأثر بالنزاعات يتطلب مراعاة السياقات المحلية والتعاون مع منظمات وشركاء محليين لضمان توفير الدعم بأفضل الطرق الممكنة.


-التحدي السادس: تعزيز الجاهزية الوظيفية للفئات المستهدفة

فعبر برنامج SkillBridge، واجهتنا تحديات في تحقيق الجاهزية الوظيفية للنساء المتضررات من النزاعات، واللائي يفتقرن غالباً إلى المهارات الأساسية للدخول إلى سوق العمل حيث قمنا بتطوير برامج تدريبية تقنية متقدمة تعزز من قدراتهن الرقمية، وتساعدهن في الحصول على وظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو أمر يتطلب توفير موارد مالية وبشرية كبيرة لدعم هذه الجهود.

ومن خلال الاستجابة لهذه التحديات، تمكنا من تعزيز دور المؤسسة على الصعيدين المحلي والدولي، وتوسيع نطاق تأثيرها بشكل أكبر مما إحداث تغيير إيجابي ومستدام في حياة المستفيدين .



**المشاريع والخطط التي ستعملون عليها فيما تبقي من العام الحالي 2024 م ماهي ؟

*المشاريع المتبقية لمؤسسة بيكسولوجي للعام الجاري 2024م تشمل:

1/ مشاريع تعزيز المهارات الرقمية ودعم الجاهزية الوظيفية والتي تتمثل في :

- استمرار منح برنامج “تعزيز المهارات الرقمية لدعم الجاهزية الوظيفية”، بما في ذلك التدريب على تصميم التقارير والكتب والمجلات، وتقديم منح مجانية متخصصة في إدارة منصات التواصل الاجتماعي، وتصميم الفيديوهات الدعائية.

- تنفيذ برنامج تدريبي للصحفيين والإعلاميين في مجال الصحافة الإلكترونية والتحقيق الرقمي بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني في أمريكا الشمالية.

2/ المبادرات المجتمعية لدعم النساء من خلال :

 -التوسع في مشروع التمكين الاقتصادي للنساء في مصر من خلال تطوير الحرف اليدوية والتراثية في قرية دهشور، مع التركيز على استخدام المواد الطبيعية المحلية.

 -مواصلة برنامج “HavenHope” لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات المتأثرات بالعنف، بهدف تعزيز التعافي وبناء الأمل.

3/ التوسع الجغرافي وتطوير البنية التحتية من خلال :

 - تعزيز العمل في المقر الرئيسي الجديد في ويندسور، كونيتيكت، والذي يهدف إلى توسيع نطاق خدمات المؤسسة ودعم المجتمعات المستهدفة بشكل أكثر فعالية.

 - الاستعداد لفتح فروع جديدة في الولايات المتحدة وتوسيع الشراكات الدولية.

4/ المشاركة في الفعاليات الدولية وتتمثل بالآتي :

-متابعة مشاركة المؤسسة في الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وتقديم تقارير وإحاطات حول أوضاع حقوق الإنسان في دول مختلفة.

- حضور الفعاليات الجانبية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتعزيز النقاشات حول قضايا الهجرة والنزوح القسري.


** كلمة أخيرة لكم :

 * مؤسسة بيكسولوجي تلعب دوراً فعالاً في الآليات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وتسعى لإحداث تغيير إيجابي مستدام من خلال العمل على تعزيز العدالة الاجتماعية، وتوفير الفرص التعليمية والمهنية للفئات المهمشة كون هذه المبادرة تنبع من التزام راسخ بتعزيز قيم السلام والتنمية، تماشياً مع المبادئ العالمية لحقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة التي أقرها المجتمع الدولي 


* شكرا لكم على تواصلكم معنا لنقل اعمالنا ومهامنا للجميع عبر وسائلكم الإعلامية المختلفة وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أهمية الإعلام في نقل الوقائع والحقائق من مصادرها الى الواقع تماشيا مع رسالتكم السامية 

 يشار إلى أن سيد فودة هو خبير حقوقي دولي متخصص في مجال الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان و محاضر معتمد لدى وزارة التعليم في ولاية كونيتيكت بالساحل الشرقي الأمريكي ويحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية

أحدث أقدم