تاريخ الأندلس الاسلامي الحلقة الثالثة






يافع الحدث / بقلم وليد محسن اليافعي
متابعات الامير

بعد إن استعرضنا في الحلقة الماضية لمحة عن فتح الاندلس، سنستعرض في هذه الحلقة أحداث معركة وادي لكة ( التسمية - ما قبل المعركة - المعركة - ما بعد المعركة)
👈🏻  *معركة وادي لكة:*
معركة وادي لكة معركة وقعت في 19 يوليو 711 م بين قوات الدولة الأموية تحت إمرة طارق بن زياد وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرف في التاريخ العربي باسم لذريق.
انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين.
👈🏻 *تسمية المعركة:*
تسمى المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية گوادالـِته.
يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة.
أيضا، تسمى المعركة بالإسبانية بمعركة دي لا جونا دي لا خاندا والتي تعني معركة بحيرة لا خندا الواقعة بالقرب من ميدان المعركة.
👈🏻 *ما قبل المعركة:*
عين موسى بن نصير من قبل الدولة الأموية واليا للمغرب خلفا لحسان بن النعمان وواجه في بداية فترة حكمه العديد من الثورات من قبل البربر عمل على قمعها واستعادة ما استولي عليه من مدن المغرب كطنجة التي حررت واختار موسى طارق بن زياد واليا لها.
بعد أن قضى موسى على الفتن المنتشرة ودانت له جميع أراضيها لم تبق له سوى مدينة سبتة التي كان يحكمها الكونت يوليان التي تقول بعض المصادر أنه كان مواليا لحكام أيبيريا القوطيين وتيزا الذي يعرف في التاريخ العربي باسم غيطشة وابنه أخيلا الثاني وكان أن قام لذريق بانقلاب على غيطشة مما أثار حنق يوليان وأراد الانتقام وبالتالي استعان بالقوة الإسلامية المتنامية لدحر لذريق.

أخبر يوليان موسى بن نصير برغبته وأنه سيساعده إذا أراد فتح الأندلس خاصة وأن موسى كان يرنو لذلك ويطمح إليه.
استشار موسى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فأجابه قائلا «خضها بالسرايا حتى تختبرها ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال». أرسل موسى سرية للاستطلاع قوامها 100 فارس و400 من المشاة تحت قيادة طريف بن مالك الذي قام بالتوغل في الأندلس حتى وصل الجزيرة الخضراء.
👈🏻 *المعركة*
بعد الحملة بعام تقريبا انطلقت قوات المسلمين تحت قيادة طارق بن زياد وفي سفن الكونت يوليان حاكم طنجة حتى وصلت للمنطقة الصخرية الساحلية التي تعرف اليوم باسم جبل طارق. وتقدم طارق وجيشه المقدر بحوالي 7000 شخص من البربر والعرب نحو قادس التي فتحها والجزيرة الخضراء التي قاوم حاكمها سانتشو مقاومة عنيفة الأمر الذي ألحق بعض الخسائر في صفوف المسلمين مما استدعى من موسى بن نصير إرسال 5000 جندي لمعونة طارق بن زياد.
في هذه الأثناء كان لذريق يقوم بإخماد ثورة في بمبلونة في شمال البلاد التي كانت غارقة في الحروب والنزاعات الأهلية وبمجرد أن سمع بتحركات طارق اتجه مباشرة جنوبا صوب قرطبة بجيش كبير جدا ليواجه المسلمين عند *وادي لكة* قرب مدينة قادس.
انضم لجيش طارق بن زياد الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداء لذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا أن انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس) من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.
👈🏻 *ما بعد المعركة*
بعد هذا النصر تعقب طارق فلول الجيش المنهزم الذي لاذ بالفرار، وسار الجيش فاتحا بقية البلاد، ولم يلق مقاومة عنيفة في مسيرته نحو الشمال، وفي الطريق إلى طليطة بعث طارق بحملات صغيرة لفتح المدن، فأرسل مغيثًا الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فاقتحم أسوارها الحصينة واستولى عليها دون مشقة، وأرسل حملات أخرى إلى غرناطة والبيرة ومالقة، فتمكنت من فتحها.
وسار طارق في بقية الجيش إلى طليطلة مخترقًا هضاب الأندلس، وكانت تبعد عن ميدان المعركة بما يزيد عن ستمائة كيلومتر، فلما وصلها كان أهلها من القوط قد فروا منها نحو الشمال بأموالهم، ولم يبق سوى قليل من السكان، فاستولى طارق عليها، وأبقى على من ظل بها من أهلها وترك لأهلها كنائسهم، وجعل لأحبارهم ورهبانهم حرية إقامة شعائرهم، وتابع طارق زحفه شمالا فاخترق قشتالة ثم ليون، وواصل سيره حتى أشرف على ثغر خيخون الواقع على خليج بسكونية، ولما عاد إلى طليطلة تلقى أوامر من موسى بن نصير بوقف الفتح حتى يأتي إليه بقوات كبيرة ليكمل معه الفتح.
👈🏻 *عبور ابن نصير إلى الأندلس*
كان موسى بن نصير يتابع سير الجيش الإسلامي في الأندلس، حتى إذا أدرك أنه في حاجة إلى مدد بعد أن استشهد منه في المعارك ما يقرب من نصفه، ألزم طارقًا بالتوقف؛ حرصًا على المسلمين من مغبة التوغل في أراض مجهولة، وحتى لا يكون بعيدًا عن مراكز الإمداد في المغرب، ثم عبر هو في عشرة آلاف من العرب وثمانية آلاف من البربر إلى الجزيرة الخضراء في (رمضان 93هـ= يونيه 712م)، وسار بجنوده في غير الطريق الذي سلكه طارق، ليكون له شرف فتح بلاد جديدة، فاستولى على شذونة، ثم اتجه إلى قرمونة وهي يومئذ من أمنع معاقل الأندلس ففتحها، ثم قصد إشبيلية وماردة فسقطتا في يده، واتجه بعد ذلك على مدينة طليطلة حيث التقي بطارق بن زياد في سنة (94هـ= 713م).
وبعد أن استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا الفتح مرة ثانية، وزحفا نحو الشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، وافتتحا سرقطة وطركونة وبرشلونة وغيرها من المدن، ثم افترق الفاتحان، فسار طارق ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا.
إلى لقاء آخر في الحلقة القادمة
وتقبل الله منا ومنكم صالح
م ط ش و/٣/ ١٤٤١

أحدث أقدم