يافع الحدث / بقلم :محمد عبدالحافظ البرهمي
الحقيقة أن قرى ومناطق مديرية يهر يافع محافظة لحج تعاني الكثير من الحرمان والإهمال من قبل الجهات المسؤولة في الدولة وغياب تدخل المنظمات والصناديق الدولية المانحة والداعمة في اليمن وذلك الأسباب اولآ : بعد المسافة إلى مناطق المديرية النائية والبعيدة عن الطريق الرئيسي الإسفلتي بحيث أن التضاريس الجغرافية للمديرية جبال عالية تتخللها وديان ومنحدرات خطيرة والطرق إليها وعرة ومناطق المديرية مترامية الأطراف ويعاني الأهالي ظروف معيشية صعبة ذات الخصوصية القاسية واصبح المواطنين يتجرعون ضنك العيش ومرارة القساوة والبؤوس والشقاء .. فالمديرية محرومة من أبسط الدعم الحكومي من مشاريع الدولة المختلفة وتعرف المديرية المنسية من ذاكرة الدولة وتعاني مناطق يهر من اهمال كبير لكثير من المشاريع ونذكر أهم احتياجات السكان على النحو التالي :
1- الإتصالات وخدمة الإنترنت :
معظم المناطق بالمديرية تعاني من إنعدام التغطية وضعف الخدمة ويحتاج إلى إيصال خطوط الهاتف الأرضي للمناطق المحرومة من خدمة الإتصالات مع العلم أن خط الالياف الضوئي الرئيسي الذي يربط بين يافع والحبيلين يمر وسط بعض المناطق ولم يتم إيصال خطوط الهاتف إلى منازل المواطنين وتقديم هذه الخدمة للمواطنين .
وعليه مطلوب توفير هذه الخدمة لأبناء المديرية بالكامل .
2- تلوث البيئة في سوق مديرية يهر ويحتاج إلى إنشاء صندوق تحسين ونظافة.
أن مدرسة يهر تعاني من تلوث البيئة وإنتشار الأمراض المختلفة القاتلة التي تفتك بأرواح أبناء المديرية صغارآ وكبارآ جراء إنتشار الكثير من الأوبئة والأمراض المختلف بسبب رمي القمامات والقاذورات ومختلف الأوساخ والنفايات خصوصآ في عاصمة المديرية والتي تتراكم فيها أكوام من القمامة وكذلك رمي الحيوانات الميتة فيها ومخلفات مسالخ الأغنام والدجاج والاسماك وطفح مياه الصرف الصحي من البيارات وإنسداد وكسر الانابيب التي يتم تمريرها الى البيارات ايضآ إنتشار الدخان أثناء أحراق تلك القمامات والمخلفات وتشكل سحب كثيفة من الدخان التي تلوث الأجواء وتصل إلى البيوت السكنية والمحلات والأماكن العامة وتؤثر على صحة وسلامة الإنسان بسبب هذا التلوث البيئي الناتج عن الغازات والأدخنة السامة المنبعثة من مواقع تلك القاذورات النتنة والتي تنبعثها منها الروائح الكريهة وتضر بحياة الأطفال والشيوخ والشباب والرجال والنساء وتمرض أرواح وحياة الناس ولم يحرك أحد ساكنآ امام هذا الأهمال المتدهور والإنهيار الصحي الكبير في مديرية يهر وانتشار اوبئة وأمراض لم يعيشها المواطن من قبل بسبب إنتشار هذه الآوبئة الخبيثة والفتاكة كالسرطان وامراض الكبد والقلب وغيرها والأسهال والكوليراء والملاريا ويحتاج الى معالجة هذه المشكلة بشكل إنساني ومسؤول .
3- مياه الصرف الصحي وأضرارها على السكان في مديرية يهر ويحتاج إلى مشروع صرف صحي محكم
تتعرض مديرية يهر إلى كارثة خطيرة جراء حفر البيارات في الوادي التي توجد فيه أبار مياه الشرب والتي تسبب أمراض عديدة في حياة السكان في وادي يهر وما يترتب عليها من تأثيرات صحية خطيرة بحيث أنها أختلطت بمياه الشرب مما أدى الى تلوثها وزيادة نسبة الملوحة فيها وسببت لكثير من المواطنين الأصابة بالحصوات وأمراض الكلى والمسالك البولية والفشل الكلوي وغيرها .. والتي تؤدي إلى حالات وفاة بسبب الفشل الكلوي واصبحت مياه الشرب غير صالحة للإستخدام للإنسان ويتكلف المواطن في جلب مياه الشرب النقية من أماكن بعيدة عن طريق توفيرها بسيارات الصهريج البوزة ومعظم الناس يعاني من ترسبات مزمنة يذهب للعلاج ويتحمل مخاسير باهضة في السفر والعلاج وأصبحت أوضاع المواطنين ماسأوية وتعرض حياتهم لكثير من المتاعب والمخاسير وغيرها من المعاناة والأضرار ويحتاج القيام بعمل مشروع رئيسي للصرف الصحي في قرى ومناطق وادي يهر من أسفل نقيل الخلاء وحتى منطقة وطن وهذا مشروع حيوي ومهم جدآ .
4- تأهيل الطريق الرئيسي الإسفلتي بالمديرية وشبكة الطرقات الداخلية
نظرآ لتدهور الطريق وحدوث حفر وتشققات في الدامر وإنتهاء طبقة الإسفلت في كثير من المواقع وتخريب سواقي المياه التي اصبحت ممتلىء بمخلفات سيول الأمطار ويحتاج الى إعادة تأهيل الطريق والقيام بعمل صيانة وإصلاح وردم الحفر في الإسفلت بالإضافة الى ضرورة دعم الطرقات الداخلية في مناطق المديرية النائية والتي شيدت بجهود المواطنين الذاتية وهي دائمآ تتعرض الى الإنجراف عند هطول الأمطار وبحاجة الى صيانتها والحفاظ عليها وبناء سواقي للمياه وجدران مساندة وعبارات ورصها بالأحجار والأسمنت .
5- أحتياجات مستشفى ش/سيف سعيد النقيب مديرية / يهر
تم تشييد مستشفى يهر بدعم آل الخير ورجال المال والأعمال وتوسيعه ولكن يعاني من نقص في الدكاترة وعدم وجود أطباء متخصصين وممرضين كافيين وعمال نظافة ونقص في الأجهزة الطبية الحديثة وغيرها من المستلزمات والمعدات الطبية اللازمة .. كذلك الوحدات الصحية في المناطق البعيدة تعاني من عدم توفر الكادر الطبي ونقص في الأدوية وعدم وجود معدات واجهزة وطاقة شمسية وغيرها ولكون المديرية محرومة من مختلف أشكال الدعم الصحي ينبغي العمل على تلبية أحتياجات السكان من الأطباء ذات الأختصاص ونساء وولادة وقابلات وممرضات وأجهزة حديثة وغيرها من المستلزمات والأدوية الطبية الضرورية .
6- أحتياجات التربية والتعليم بالمديرية
تعاني المديرية من نقص كبير من المعلمين والكادر التعليمي حيث غادر عدد كبير من المعلمين خدمتهم في الحقل التربوي والتعليمي ولم يوجد هناك اي بديل وكذلك عدم وجود فصول دراسية كافية في معظم المدارس بالمديرية ونطالب بتزويد كافة المرافق التعليمية بالمختبرات العلمية والحاسوب الآلي وغيرها من الوسائل التعليمية والتربوية الهادفة إلى تنمية معارف الطلاب وتوسيع مداركهم وزيادة خبراتهم وتوفير الكتب الدراسية الكافية وبناء حمامات في بعض المدارس وتشجيع تعليم الفتاة وغيرها من القضايا التعليمية التي تحبب الطالب لمواصلة التعليم وحاجة المدارس الى الأجهزة التعليمية الحديثة ومستلزمات الأنشطة الرياضية والفنية وغيرها وتأسيس الروضة في المدارس التعليمية ..
7-حاجة المديرية للدعم والمساعدات الغذائية للمواطنين
توجد شريحة واسعة من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود والمغتربين العائدين من دول المهجر وهناك عدد كبير من المواطنين المستحقين في مناطق المديرية لم يشملهم برنامج منظمة الغذاء العالمي
والجدير بالذكر ان مديرية يهر مازالت تعاني كثيراً من الإهمال والدعم والمساعدات الغذائية بسبب غياب دور المنظمات المانحة في السنوات الماضية ، والتي تم حرمان كثير من المواطنين ومع أزمة عودة المغتربين من دول الخليج والسعودية أزداد العوز واحتياج الأسر لتلك المساعدات خصوصآ في المناطق النائية البعيدة من مركز المديرية ونقترح بالتفاعل الإيجابي في التعاون وتقديم المساعدات اللازمة لأبناء المديرية .
8- ضعف الطاقة الكهربائية في المديرية
تعاني الكهرباء من ضعف بالطاقة والمولدات الكهربائية غير قادرة على تشغيل التيار الكهربائي بشكل مستمر مما يؤدي إلى عطب المكائن وإنقطاعات مستمرة للتيار مما يؤثر على حالة وأستقرار المواطنين ويحتاج الى مولدات جديدة وكافية تغذي المحطة وإيصال الخدمة للمواطنين كذلك في بعض المناطق في المديرية لم يدخلها التيار الكهربائي حتى الان وهي بحاجة ماسة لإنارة منازل المواطنين واعتماد مرتبات العمال والموظفين بمحطة كهرباء يهر .
9- تشجيع ودعم المرأة في المديرية .
معظم النساء في المديرية بحاجة الى تشجيعهن ودعمهن ليساهمن في المجتمع بشكل فعال وذلك من خلال فتح مراكز محو الأمية وتعليم الكبار ومراكز تدريب النساء على الخياطة وبناء مركز تنموي وتوعوي للمراة الريفية وأشراكها في مجال التسويق ومكافحة الفقر وغيرها من المهارات في مجال الصحة والأصول مقابل الغذاء وتوفير كافة المواد والمستلزمات الخاصة بذلك مع تقديم الدعم والتمويل لهن معنويآ وماديآ ليساعدهن على رفع الحالة الإقتصادية والمعيشية لأسرهن وأكتساب فوائد عديدة خلال الدورات التدريبية ومساعدة الاسر الفقيرة ..
10- الجانب الزراعي في مديرية يهر :
تشهد مديرية يهر تدهور كبير غي مجال الزراعة وخاصة شجرة البن تعرضت إلى الإنقراض بشكل كبير بسبب تعرضها إلى الجفاف الشديد الذي عصف بالمديرية خلال السنوات الماضية وجفت مياه الآبار بسبب شحة الأمطار ولم تعير الدولة اي اهتمام في وضع الحلول والمعالجات اللازمة للمزارعين وتوفير بوز ماء ويتات لري الأراضي الزراعية الخاصة بشجرة البن كاعامل مساعد وأسعاف اولي لأنقاذ شجرة البن من الهلاك .. وللحافظ على ما تبقى من أشجار البن ينبغي القيام بالأتي :
1- الأهتمام ببناء حواجز مائية وسدود لحصد مياه الآمطار الموسمية في الشعاب وسفوح الجبال .
2- تعميق وحفر الآبار الأرتوازية للحصول على المياه بشكل كافي .
3- توفير مضخات الطاقة الشمسية البديلة لضخ المياه من الأبار لري أشجار البن وتوفير شبكة ري حديثة ليستفاد منها المزارع عند الري .
4- بناء الدفاعات المصدات على الأراضي الزراعية للحفاظ على التربة من خطر إنجرافها مياه السيول .
5- الأهتمام بتسويق منتجات محصول البن ووضع آلية بذلك لرفع من مستوى المزارع وأهتمامه بهذا المحصول الزراعي .
6- تاهيل مرشد زراعي خاص بشجرة البن لمكافحة الحشرات التي تقضي على المحصول واتلاف الاشجار ودعم المزارعين بالمبيدات للقضاء على الآفات من الحشرات الضارة وغيرها ..
7- توفير بوزة سيارات ويتات لنقل المياه من المناطق التي تتوفر فيها المياه أثناء الجفاف لري الأشجار عند شحة المياه.
8- عقد دورات تدريبية للمزارعين للإهتمام بزراعة شجرة وزيادة المحصول والعناية بالطرق الحديثة وغيرها..
9- بناء سقايات خاصة للمواطنين للأستفادة منها عند الضرورة .
11- إنتشار البطالة بين اوساط أبناء مديرية يهر وحجتهم للتوظيف :
متذ 1994م أصبح الشباب في المديرية يعانوا من يأس وملل والتذمر من المستقبل والقضاء على طموحاتهم وذلك كهدف سياسي شائع في مجتمعنا الى جانب سياسة التجهيل التي عانى منها الشباب في الجنوب طيلة السنوات الماضية مما عكس مسار حياتهم الإجتماعية والإنسانية سلبآ وينقص من عيشهم فهناك عدد كبير من الشباب والشابات اللوتي تخرجن من دراستهن الثانوية وواصلين تعليمهن حتى حصولهن على شهادة البكلاريوس ولكن لم يجدون التوظيف .. لذلك حاجة الشباب والشابات الى الوظيفة امر مهم وضروري.
12- مشاريع مياه الشرب بالمديرية متعثرة وبعض المناطق محرومة :
توجد بالمديرية عدد من المشاريع مياه الشرب الخارجة عن نطاق خدمة المواطنين تم إنشائها دون الإستفادة منها بسبب عدم تشغيلها منذ تجهيزها بحيث كانت لا تلبي الخدمة في إيصال المياه الى بيوت المواطنين وهناك مخالفات فنية وهندسية لم يتم الأخذ بها مما ادى الى فشل الكثير منها في بعض المناطق ويوجد عدد كبير من مناطق المديرية محرومة من مشاريع مياه الشرب النقية بسبب الأهمال وعدم الأهتمام من قبل الجهات المعنية وحرمان الاهالي من حصولهم على المياه الصالحة للشرب وقد توجهوا الأهالي بعدة شكاوي الى المسؤلين بالدولة إلا انه لم يجدوا من ينصفهم ولذلك ينبغي إنشاء مشروع مياه رئيس لمناطق وادي يهر وآخرين في منطقتي معربان ومشألة وينبغي الى بذل جهود كبيرة ومخلصة لإنجاح هذه المشاريع الضرورية ولخدمة المصلحة العامة .
13- غياب الموقف الإنساني للمنظمات الدولية المانحة والجهات الرسمية عن مديرية يهر م/لحج :
لازال أبناء واهالي مديرية يهر محافظة لحج يرزحون تحت سيطرة وتلاعب اللوبي النشط والمتحرك هنا وهناك في المحافظة للتحايل على مخصصات مديرية يهر ونقل حصيتها من المشاريع الخدمية والإنسانية والتنموية المختلفة إلى مناطق آخرى بفعل نشاط ذلك اللوبي الدؤوب والمتحرك المتلاعب والمستحوذ على حساب المديرية وحرمانها من المشاريع المستحقة والتي تذهب الى مديريات أخرى بطريقة عنجهية وباطلة ولا تعطي المديرية أحتياجاتها .. ولازال المواطنين في مديرية يهر يتجرعون مرارة الظلم والحرمان ويكابدون قسوة ويلات معاناة المرض والفقر والأحتياج وكل أصناف واشكال التغييب والتهميش والإقصاء وإنكار أفضالهم وما قدموه من نضال وشهداء وبذل وعطاء وجهد .. لا زالت عقلية المتسيدين المستبدين والمتسلطين القائمين على سدة الحكم والقرار يتجاهلون كل النداءات والمناشدات التي نرفعها للجهات المسؤولة بالمحافظة والقائمين على عمل المنظمات والصناديق المانحة والداعمة لبلادنا في كل حين وبعد فترة طويلة من المتابعات والصرخات والنداءات الموجهة للمسؤولين والمعنيين ومن بايديهم سلطة القرار ندعوهم في إعادة النظر لوضع المديرية يهر ومنحها نصيبها من مشاريع الدعم المختلفة في الجانب الصحي والطرقات والكهرباء والتعليم والزراعة والمساعدات الغذائية والطاقة الشمسية وتوظيف الشباب وترميم وصيانة المباني المدرسية والوحدات الصحية ومقرات الحكومية وإنشاء المعاهد الفنية والتعليمية والمراكز التدريبية للشباب والمراة والفتيات والإتصالات وغيرها من المشاريع المعتمدة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة أسوة ببقية مديريات المحافظة .. ان مديرية يهر مازالت محرومة وبحاجة إلى مشاريع عديدة خصوصآ في مثل هذه الظروف العصيبة
وفي ختام هذه السطور المقتضبة عن اوضاع حياة المواطنين في مديرية يهر والتي تتدهور باستمرار دون لفت النظر إليها نطالب مرارآ وتكرارآ بدعم المديرية بالمشاريع الحيوية الخدماتية فإلى متى سيظل الحال هكذا ؟
فإننا نطالب بتدخل المنظمات المانحة في معالجة مشاكل المديرية وتقديم ما يمكن تقديمه من المشاريع الخدماتية والتنموية غي المنطقة .

