الثلاثين من نوفمبر فجر جديد في تاريخ الجنوب العربي

يافع الحدث / خاص
  بقلم ✍ محمد بن محمد عمر ابو ماجد  


مما لاشك فيه بان الثلاثين من نوفمبر يوم تاريخي لشعبنا الجنوبي الابي هذا اليوم الذي رفع فيه علم الدولة الوطنية الجنوبية وتحرر شعبنا من سيطرة اقوى دولة استعمارية في العالم بعداستعمار دام 129عام ولكن برغم طول الفترة الزمنية ورغم قيام ثورة 14اكتوبر المجيدة ضد هذا المستعمر وتحقيق الاستغلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م  وبعد ان وقع الجنوب تحت سيطرة استعمار اخر في 7/7/1994م واستمر هذا الاستعمار الشمالي الزيدي المتخلف لمدة ربع قرن من الزمان هذة الفترة القصيرة مقارنة بطول فترة الاستعمار البريطاني جعل شعب الجنوب يترحم على فترة الاستعمار البريطاني حيث ان وجود الاستعمار البريطاني كان قد جعل من مدينة عدن مدينة ترتقي الى مصاف مدن متقدمة في العالم انذاك وحضي سكان عدن من مختلف الجنسيات  بتعايش لا مثيل له وتعتبر مدينة عدن حينذاك افضل  مدينة على مستوى الجزيرة والخليج  ولولاء ان الاستعمار البريطاني اهتم ببقية مناطق الجنوب كما اهتم بمدينة عدن لما قامت ثورة ضده ولكن سبب اهماله لبقية مناطق الجنوب  قامت الثورة ضده
واستطيع ان اقول ان تكلفة نظال الشعب الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني هي قليلة ومحدودة وان الشهداء خلال اربع سنوات من الكفاح المسلح هم ممكن ان يكونوا بالعشرات وان من استشهد اثناء فترة الاحلال البريطاني على مدى 129عام قد يكونوا بالمئات البسيطة ولكن ماذا عانى شعب الجنوب من ويلات الاحتلال الشمالي الزيدي عانى كل الويلات ومنها التدمير الكامل لكل ما بناه الاستعمار البريطاني خلال 129عام وما تم بنائة من قبل الدولة الوطنية الجنوبية على مدى اكثر من ربع قرن حيث اوجده خلال هذة الفترة  المصانع والمزارع والمؤسسات العامة  والمدارس والمستشفيات والطرقات وبناء الانسان على الاسس الحضارية وغرس فيه القيم والافكار التقدمية وروح التسامح والتعاون والعيش المشترك وثقافة الاخاء وكل ذلك ذهب في مهب الريح بعد غزو 7/7/94م حيث لم يسلم الحجر والشجر من ممارسات الغزاه التتار الجدد ((الزيود واتباعهم ))
عملوا على تدمير كلما بني من قبل سابقيهم وحولوا مدينة عدن الى قرية ونهبوا الاراضي في كل مدن الجنوب واحتكروا الثروات ووزعوها بين اسر محدودة منهم وعملوا على التدمير الشامل لكل ماكان موجود جنوبا
دمرو ا لمؤسسات والمصانع والمزارع التي بنيت بعرق شعب الجنوب دمروا المواقع التاريخية والاثرية دمروا حتى المساجد الاثرية لم تسلم منهم تحت مبرر تجديدها
وحاول طمس اي معالم ترمز الى تاريخ الجنوب وشعب الجنوب دمروا المتحف الحربي الذي كان يحوي تاريخ الجنوب ونهبوا كل محتوياته واثاره دمروا المكتبات الوطنية وفوق هذا وذاك دمروا القيم والاخلاق الجميلة واشعلوا الفتن في مناطق الجنوب بعد ان اخمدها نيرانها في الثلاثين من نوفمبر 67م عملوا على التدمير الشامل والممنهج  واوجدوا مناهج تعليم تخدم ثقافتهم المتخلفة وقضوا على المؤسسات العسكرية والمدنية الجنوبية بالكامل بعد انتصارهم في حرب 94م قاموا بتصفية كاملة للجيش الجنوبي واحالوا جميع القادة والضباط والكوادر من طيارين ومهندسين  وقادة الى التقاعد الاجباري والبعض منهم زجوا في السجون  واخرين تعرضوا للاغتيالات وعملوا على تدمير المؤسسات والمرافق المدنية عبر التاكل التدريجي من خلال منع التوظيف الجديد واصبحت غالبية المرافق تفتقد الى وجود الكادر لتسيير اعمالها واغلب المرافق التعليمية تسير على حساب الاهالي  بسبب غلق باب التوظيف وما كان موجود من موظفين من ايام دولة الجنوب يتم احالتهم للتقاعد دون وجود البدائل واصبحت المرافق عاجزة عن تسيير اعمالها
عانى شعب الجنوب الويلات وعندما استنهض هذا الشعب لمقاومة هذا المحتل وبداء بنضالاتة السلمية جوب بالقتل والسحل والاعتقالات فقد خسر الشعب الجنوبي الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين  ولا زال يقدم التضحيات الى يومنا هذا من مخلفات هذا الاحتلال البغيظ الذي لم يعرف تاريخ البشرية مثله ولا حتى ممارسات النظام العنصري في جنوب افريقياء
عانى شعب الجنوب كثيرا  وبرغم ما قدمه من تضحيات فانة لازال هناك مع الاسف من الجنوبيين ممن يلهث وراء المصالح الشخصية  يريد ان يظل الجنوب تابع للشمال ولكن هيهات ان يتحقق لهم ذلك فقد نهظ شعب الجنوب ولن يتراجع  وقدم التضحيات تلوا التضحيات من اجل فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب بحدودها التاريخية المعروفة ما قبل 21مايو90م والاعلان عن الاستقلال الثاني باذن الله وفي القريب العاحل ان شاء اللة
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
  اليوم الثلاثين من نوفمبر 2019م

أحدث أقدم